المخطط الاسرائيلي لتهويد القدس سرقة وتزوير للتاريخ

بقلم  :  سري القدوة

الاثنين 18 تشرين الأول / أكتوبر 2021.

 

لغة الادانة والتحذير والاستنكار والرفض باتت لا تكفي لما يتم الاعداد له من خطط لتنفيذ اكبر عمليات السرقة في التاريخ للقدس والتي اعلنت حكومة التحالف العنصري الاسرائيلي على تنفيذها والإعداد لها في محيط مدينة القدس المحتلة وخلف الخط الأخضر والمسماة «جفعات همتوس ومنطقة (E 1) وعطروت وبسغات زئيف» حيث تقوم بوضع مخطط للبناء واسعة يستولي على الاراضي التاريخية والتي يعد المس بها من الخطوط الحمراء المتعلقة بمكانة مدينة القدس الدينية وتؤدي إلى فصلها عن محيطها الفلسطيني ويعتبر الاقدام على تنفيذ مثل هذه المشاريع تحدي للقانون الدولي والشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة وللالتزامات الأميركية التي عبرت عنها الإدارة الأميركية وأكدت فيها أنها تعتبر التوسع الاستيطاني والإجراءات الأحادية عملا غير مقبول .

 

وفي ضوء ما يجري على الارض من مخططات الاستيطان والتهويد بات المطلوب من الإدارة الأميركية تحديدا الحفاظ على مواقفها وتنفيذ ما أعلنه الرئيس جو بايدن والذي أكد فيه رفض ادارته الإجراءات الأحادية الجانب والنشاط الاستيطاني الإسرائيلي كون استمرار التوجه الإسرائيلي بإقامة المستوطنات سيدفع بالأمور إلى نقطة اللا عودة وحكومة الاحتلال تتحمل كامل المسؤولية عن تلك الاجراءات وبات من المهم ان يتم التدخل من قبل المجتمع الدولي والإدارة الأميركية ووضع حد لما يجرى من هذه الممارسات للحد من خطورتها والتي تدفع المنطقة إلى مزيد من أجواء التوتر والانفجار .

 

ويجب العمل ضمن خارطة الطريق التي العربية التي تبناها جلاله الملك عبد الله الثاني وأعلن عنها خلال خطابه الاخير أمام الأمم المتحدة والتي رسم خلالها معالم التحرك السياسي في المنطقة من خلال اقرار مبادئ حل الدوليتين والسعى لعقد سلام حقيقي قائم على منح الحرية للشعب الفلسطيني وتنفيذ الوصايا الهاشمية في القدس الشريف والتي حملت وتحمل مضمونا شموليا وواضحا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ورسالة الاردن تجاه المقدسات الاسلامية في القدس .

 

الرسالة الاردنية والتي تشكل خارطة طريق عربية لا بد وان تستمر من اجل الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية من منطلق الوصاية الهاشمية عليها والتي اثبتت التجارب انها تعبر عن واقع ومتطلبات ما يعايشه الشعب الفلسطيني من ظروف قاسية وحرمانه من ابسط حقوقه .

 

وتشكل الوصاية الهاشمية الضمان الوحيد للحفاظ على المكانة التاريخية للقدس وتعزز من قدرات الشعب الفلسطيني وتعمق من الايمان الراسخ بالحقوق والثوابت الوطنية للمضي قدما لدعم الصمود الوطني والشعبي وخاصة في مدينة القدس لرفع شان المسجد الاقصى والحفاظ على اهميته الدينية والحضارية للأمة العربية والإسلامية ومكونها الحضاري فرسالة القدس كانت دائما هي رسالة السلام والمحبة والإخوة والتعاون .

 

تلك هي رسالة القدس الحضارية التي تعبر عن اماني وتطلعات الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وتعزز من الصمود الوطني في القدس رفضا للاحتلال ومصادرة الحقوق ومخططات التهويد الاسرائيلية ولا يمكن التسليم بمنطق الحرب الشاملة والتهويدية والتي تطلقها حكومة الاحتلال الاسرائيلي في ظل تحالفها القائم على مصادرة الحقوق الفلسطينية وتهويد القدس وسرقة التاريخ ويشكل المساس بالمسجد الأقصى والخروج عن الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم الشريف غير مسموح به ولا بد من العمل ضمن خارطة الطريق العربية والسعى مع المجتمع الدولي لتطبيق منهاج السلام العادل والشامل والعمل من اجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .